فوقها (١)، على الانصراف من الغيبة إلى الخطاب، كقوله:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} بعد قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ}. وعكسه:{وَجَرَيْنَ بِهِمْ} بعد، قوله:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ}(٢).
وقرئ: الأول بالياء النقط من تحتها على معنى: سيعلم الكفار، والثاني: بالتاء النقط من فوقه (٣)، على معنى: ستعلمون أنتم أيها المؤمنون.
قوله عز وجل: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} الجعل هنا بمعنى التصيير، فلذلك تعدى إلى مفعولين وكذلك {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١)}.
و{مِهَادًا} يجوز أن يكون مفردًا كالسراج والمثال، وأن يكون جمع مهد كَكِعابٍ في جمع كعبٍ، وإنما جمع لاختلاف أماكن الأرض من القرى والبلاد، وقيل: لاختلا التصرف فيها بالزرع والبناء والحَفْرِ وغير ذلك.
و{مَعَاشًا} هنا ينبغي أن يكون اسم زمان، ليكون الثاني هو الأول،
(١) انفرد ابن مجاهد في السبعة/٦٦٨/. والحجة ٦/ ٣٦٧. بنسبتها إلى ابن عامر، وهي خطأ عليه، لذلك لم تذكرها مصادر القراءة الصحيحة الأخرى. وهي قراءة الحسن كما في معاني الفراء ٣/ ٢٢٧. ومعاني الزجاج ٥/ ٢٧١. وإعراب النحاس ٣/ ٦٠١. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٠٧. (٢) سورة يونس، الآية: ٢٢. (٣) كذا هذه القراءة أيضًا الأولى بالياء، والثانية بالتاء في المحرر الوجيز ١٦/ ٢٠٧. وعَكَسها أبو حيان ٨/ ٤١١. وتبعه تلميذه السمين ١٠/ ٦٤٩. الأولى كالحسن، والثانية كالعامة، ونسباها إلى الضحاك.