قوله عز وجل:{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ}(رأيت) هنا يتعدى إلى مفعول واحد، لأنه من رؤية العين، وفي مفعُوله وجهان:
أحدهما:{ثَمَّ} وهو اسم لا ظرف، والمعنى: وإذا رأيت ذلك الموضع.
والثاني: محذوف، و {ثَمَّ} ظرف مكان، والتقدير: وإذا رأيت الأشياء ثَمَّ، و {ثَمَّ} على هذا في موضع النصب على الظرف.
وعن الفراء: التقدير: وإذا رأيت ما ثَمَّ (١)، فما موصول في موضع نصب لكونه مفعول {رَأَيْتَ} و {ثَمَّ} صلته، ثُم حذفت (ما) وأقيم {ثَمَّ} مقامه، وهذا عند أصحابنا خطأ، لأنه لا يجوز عندهم حذف الموصول وإقامة الصلة مقامه (٢).
وقيل: لا مفعولَ له ظاهرًا ولا مقدرًا ليشيع ويعم، كما تقول: ظننت في الدار وحسبت (٣).
وقوله:{رَأَيْتَ نَعِيمًا} هذا هو جواب {إِذَا} وعامله، ولهذا لم يجز الوقوف على {ثَمَّ}، وقد أجاز بعضهم: الوقف عليه على أن جواب {إِذَا} محذوف، والتقدير: وإذا رأيت الجنة، أو في الجنة - على ما ذكر وأوضح آنفًا - رأيت ما لا تدركه عيون بشر، ولا تبلغه علوم أحد. والوجه هو الأول، وعليه الجل.