وقوله:{يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} الجمهور على فتح الميم والفاء، وهو مصدر قولك: فَرَّ يَفِرُّ فِرَارًا ومَفَرًّا، وقرئ: بفتح الميم وكسر الفاء (١)، وذلك يحتمل أن يكون مكانًا وهو الموضع الذي يُفَرُّ إليه، وأن يكون مصدرًا كالمَرْجِع. وقرئ أيضًا: بكسر الميم وفتح الفاء (٢)، وهو الشخص الجيد الفرار، يقال: رجل مِطعن ومِضْرَب، إذا كان كثير الطعن والضرب، وكفاك دليلًا قول امرئ القيس:
قوله عز وجل:{لَا وَزَرَ} خبر {لَا} محذوف، أي: لا ملجأ ثَمَّ، أو في الوجود.
وقوله:{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ}(المستقر) مرفوع إما بالابتداء وخبره الظرف وهو {إِلَى رَبِّكَ}، أو بالظرف على رأي أبي الحسن. و {يَوْمَئِذٍ}:
(١) أي: (المَفِرُّ) ونسبت إلى ابن عباس - رضي الله عنهما -، وعكرمة، وأيوب السختياني، والحسن، وآخرين. انظر معاني الفراء ٣/ ٢١٠. وإعراب النحاس ٣/ ٥٥٦. ومختصر الشواذ / ١٦٥/. وإعراب القراءات ٢/ ٤١٥. والمحتسب ٢/ ٣٤١. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٧٤. وزاد المسير ٨/ ٤١٩ - ٤٢٠. والقرطبي ١٩/ ٩٧. (٢) أي: (المِفَرُّ). وقرأها الزهري كما في المحتسب، والمحرر الوجيز، والقرطبي المواضع السابقة. (٣) من معلقته، وهو كاملًا: مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقبل مدبر معًا ... كجلمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السيلُ من عَلِ وانظره في جمهرة أشعار العرب/ ١٣٢/. وشرح القصائد السبع الطوال/ ٨٣/. وشرح القصائد العشر للتبريزي/ ٥٦/.