قوله عز وجل:(إنَّ رَبَّكَ يعلَمُ أنَّكَ تقُومُ أدنى مِن ثُلُثَي اللَّيلِ ونِصفِهِ وثُلثِهِ) قرئ: بجر (نصفِهِ وثلثِهِ)(١) عطفًا على المجرور قبلهما، وهو {ثُلُثَيِ} على معنى: أنك تقوم في الليل للصلاة أقل من الثلثين وأقل من النصف والثلث. وقرئا بالنصب (٢) عطفًا على المنصوب قبلهما، وهو {أَدْنَى}، على معنى: أنك تقوم أقل من الثلثين وتقوم النصف والثلث، وقيل: أدنى بمعنى أقرب (٣).
وقوله:{وَطَائِفَةٌ} عطف على المنوي في {تَقُومُ}، وجاز هذا من غير توكيد، لأجل الفصل بينهما، فجرى ذلك مجرى التوكيد، والمعنى: تقوم أنت، وتقوم معك طائفة من أصحابك.
وقوله:{عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ}(أن) مخففة من الثقيلة، أي أنه، وكذا {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ}(أن) مخففة من الثقيلة، أي: علم أن الأمر أو الشأن سيكون منكم مرضى، والسين عوض من تخفيفها وحذف اسمها، وقد مضى الكلام على هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع ما يكون.
وقوله:{وَآخَرُونَ} عطف على {مَرْضَى}. و {يَبْتَغُونَ} في موضع نصب على الحال من الضمير في {يَضْرِبُونَ}.
وقوله:{تَجِدُوهُ} مجزوم على جواب الشرط. {هُوَ خَيْرًا} خيرًا: مفعول ثان لـ {تَجِدُوهُ}. و {هُوَ} فصل وعماد، ويجوز أن يكون {هُوَ}
(١) قرأها المدنيان، والبصريان، وابن عامر كما سوف أخرج. (٢) قرأها الخمسة الباقون وهم: ابن كثير، والكوفيون. انظر القراءتين في السبعة / ٦٥٨/. والحجة ٦/ ٣٣٦. والمبسوط / ٤٥١/. والتذكرة ٢/ ٦٠٣. (٣) قاله أبو عبيدة في المجاز ٢/ ٢٧٤.