من السادة بالسفلة، فلذلك كان عطفًا على {لَمْ يَزِدْهُ} دون {وَاتَّبَعُوا}، فاعرفه فإنه موضع.
فإن قلت: لم جمع الضمير في قوله: {وَمَكَرُوا} بعد أن أفرد المنصوب والمجرور في قوله: {لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ}؟ قلت: أُفرد أولًا حملًا على لفظ {مَنْ}، ثم جمع على معناه، ومعناه الجمع لما فيه من الشمول.
وأن يكون في موضع الحال مِن {مَنْ} وقد معه مرادة. و {مَكْرًا} مصدر مؤكد لفعله، و {كُبَّارًا} نعته.
والجمهور على ضم الكاف وتشديد الباء، وقرئ: بضم الكاف وكسرها مع تخفيف الباء (١)، وهن بمعنى الكبير، غير أن التشديد فيه معنى المبالغة، يقال: كَبُرَ فلان يَكْبُرُ بالضم فيهما، إذا عَظُمَ، فهو كبير وكُبَّارٌ وكُبَارٌ بالتخفيف، فإذا أفرط (٢) قيل: كُبَّارٌ بالتشديد.
وقيل: الكُبَارُ أكبرُ من الكبير، والكُبَّارُ أكبر من الكُبار، ونحوه: عُجَابٌ وعُجَّابٌ، وحُسَانٌ وحُسَّانٌ، وطُوَال وطُوَّالٌ بالتخفيف والتشديد (٣).
وقوله:{وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} الجمهور على ترك صرف {يَغُوثَ وَيَعُوقَ} لوجود سَبَبَيْ منع الصرف فيهما، وهما التعريف ووزن الفعل، وقرئ:(ولا يغوثًا ويعوقًا) بالصرف فيهما (٤)، قال الزمخشري: بعد أن ذكر هذه القراءة، وعزاها إلى الأعمش، هذه قراءة
(١) أما (كُبَارًا) بضم الكاف وتخفيف الباء: فهي قراءة عيسى بن عمر، وأبي السمال، وأبي رجاء، وأبي عمران، وحميد، ومجاهد. وأما (كبارًا) بكسر الكاف مع التخفيف في الباء: فهي قراءة ابن محيصن، وابن يعمر، وأبي الجوزاء. وانظر القراءتين في مختصر الشواذ / ١٦٢/. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٢٦. وزاد المسير ٨/ ٣٧٣. والقرطبي ١٨/ ٣٠٧. (٢) في (ب) و (ط): أفرد. (٣) انظر هذا القول في الكشاف ٤/ ١٤٣. (٤) قرأها الأعمش كما في إعراب النحاس ٣/ ٥١٦ - ٥١٧. ومختصر الشواذ/ ١٦٢/ ومشكل مكي ٢/ ٤١٢. والكشاف ٤/ ١٤٣. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٢٧.