قوله عز وجل: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} (هلوعًا) منصُوب على الحال من المنوي، في {خُلِقَ}، وهي حال مقدرة لأن الهلع إنما يكون فيما بعدُ، وفعله هَلِعَ يَهْلَعُ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر هَلَعًا، فهو هَلِعٌ وهَلُوعٌ، أي: جزوع، والجزوع نقيض الصبور. وقال الجوهري: الهلع أفحش الجزع (١).
والعامل في {إِذَا} الأولى معنى هلوع، وفي الثانية معنى منوع، أي: جزوعًا ومنوعًا إذا مسه الخير.
وفي نصْب جزوع ومنوع أوجه: أن يكون كلاهما حالًا بعد حال، وأن يكون صفة لهلوع على أن يُنوَى به التقديم قبل {إِذَا}، وأن يكون خبر كان مضمرة، أي: يكون جزوعًا ويكون منوعًا. والمختار الوجه الأول لسلامته من التقديم والإضمار.
وقوله:{إِلَّا الْمُصَلِّينَ} في الاستثناء وجهان:
أحدهما: متصل، وهو الوجه وعليه الجل، والمستثنى منه الإنسان، وهو جنس ولذلك استثني منه {إِلَّا الْمُصَلِّينَ}، والمعنى: إن الإنسان خلق هلوعًا إلا المصلين الدائمين على الصلاة فإنهم لم يخلقوا على الهلع.
والثاني: منقطع، والمستثنى منه (مَنْ) في قوله: {مَنْ أَدْبَرَ}(٢) أي: