قوله عز وجل: {إِنَّهَا لَظَى (١٥) نَزَّاعَةً لِلشَّوَى} في الضمير في {إِنَّهَا} وجهان: أحدهما للنار، دل عليها ذكر العذاب، والثاني للقصة. وفي {لَظَى} أيضًا وجهان:
أحدهما: النار المتلظية، وتلظيها تلهبها، هذا أصلها في اللغة، لكنها نقلت إلى العلمية فهو اسم لجهنم، وهو لا ينصرف للتعريف والتأنيث كجهنم و {لَظَى} على وزن فَعَلَ مما لامه ياء.
والثاني: هو من اللزوم، وأصله لَظَظَ، من الإلظاظ وهو اللزوم، يقال: أَلَظَّ فلانٌ بفلانٍ، إذا لزمه، عن أبي عمرو (٢). ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه:"أَلِظُّوا في الدعاء بياذا الجلال والإكرام"(٣). أي: الزموا ذلك، فقلبت الظاء الأخيرة ياء كما قلبت في نحو تَقَضَّى كراهة اجتماع ثلاث ضادات، قال العجاج (٤):
٦٠٧ - تَقَضِّيَ البَازِي إِذَا البازي كَسَرْ (٥)
(١) انظر هذه الأقوال منسوبة لأصحابها في إعراب النحاس ٣/ ٥٠٥ - ٥٠٦. والنكت والعيون ٦/ ٩٢. والقرطبي ١٨/ ٢٨٥ - ٢٨٦. (٢) حكاه عنه الجوهري (لظظ). (٣) كذا عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في الصحاح الموضع السابق، وهو حديث مرفوع أخرجه الإمام أحمد في المسند ٦/ ١٧٧. والترمذي في الدعوات (٣٥٢٢) و (٣٥٢٣). (٤) والد رؤبة، وكلاهما من شعراء الرجز المشهورين. (٥) تقدم هذا الرجز عدة مرات، انظر أولها برقم (١٠٥).