قوله عزَّ وجلَّ:{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ}(ضربَ) يجوز أن يكون بمعنى وصف، وبمعنى ذكر، فيكون {امْرَأَتَ نُوحٍ} بدلًا من قوله: {مَثَلًا} على تقدير حذف المضاف، أي: مَثَلَ امرأةِ نوحٍ، فحذف المضاف. وأن يكون بمعنى جعل فيكونا مفعولين، والتقدير: ضرب الله امرأة نوح مثلًا، وامرأة لوط مثلًا.
وقوله:{وَامْرَأَتَ لُوطٍ} عطف على {امْرَأَتَ نُوحٍ}، وكذا. {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ} عطف جملة على جملة. وكذا {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ} عطف أيضًا، أي: وضرب الله مريم ابنة عمران مثلًا، أو واذكر مريم، و {ابْنَتَ} صفة لها أو بدل منها، و {إِذْ} ظرف لقوله: {ضَرَبَ} أو للمثل.
(١) كذا القولان في روح المعاني ٢٨/ ١٦٤. وجمهور المفسرين على (الفرج). والمراد به هنا جيب الدرع. قال الإمام الطبري ٢٨/ ١٧٢: وكل ما كان في الذرع من خرق، أو فتق فإنه يسمى فرجًا، وكذلك كلّ صدع وشق في حائط، أو فرج سقف، فهو فرج. وانظر معاني الفراء ٣/ ١٦٩. وقال الزمخشري ٤/ ١١٩: ومن بدع التفاسير أن الفرج هو جيب الدرع. قلت: يذهب إلى أنه مخرج الولد ليس إلَّا. وهو كلام مسبوق إليه، انظر إعراب النحاس ٣/ ٤٦٧. وجمع ابن كثير ٤/ ٤٢٠ بين القولين بأن الملك نفخ في جيبها، فنزلت النفخة فولجت في فرجها. وهذا مروى عن قتادة كما في روح المعاني الموضع السابق.