المذكور عطفًا على {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} ما زعم الزمخشري (١) وغيره، لأجل الفصل بين الواو وبين المعطوف بالظرف، وقد كره ذلك صاحب الكتاب رحمه الله ونص عليه في باب القسم. وقرئ:(مِثْلُهُنَّ) بالرفع (٢)، ورفعه إما بالابتداء وخبره الظرف، وإما بالظرف.
وقوله:{يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ} الجمهور على فتح الياء والتاء والنون والزاي، ورفع {الْأَمْرُ} به، وقرئ:(يُنْزِلُ الأمرَ) بضم الياء وإسكان النون وكسر الزاي على البناء للفاعل، وهو الله تعالى، ونصب (الأمرَ)(٣)، ووجه كلتا القراءتين ظاهر.
وقوله:{قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} في انتصاب قوله: {عِلْمًا} وجهان:
أحدهما: مصدر مؤكد لفعله من غير لفظه، لأنَّ قوله:{أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ} معناه: علم كلّ شيء، كأنه قيل: قد علم كلّ شيء علمًا.
والثاني: تمييز، ويسمى نقل الفعل، كقولهم: قَرَّ به عينًا، وطاب به نفسًا، أي: عينه ونفسه، وكذا هذا، أي: أحاط علمه بكل شيء، والله تعالى أعلم بكتابه.
هدا آخر إعراب سورة الطلاق
والحمد لله وحده
(١) الكشاف ٤/ ١١٢. (٢) قرأها المفضل عن عاصم، وعصمة عن أبي بكر. انظر إعراب النحاس ٣/ ٤٥٨. ومختصر الشواذ / ١٥٨/. والمحرر الوجيز ١٦/ ٤٥. والبحر ٨/ ٢٨٧. (٣) قرأها عيسى، وأبو عمرو في رواية، انظر البحر ٨/ ٢٨٧. والدر المصون ١٠/ ٣٦١ - ٣٦٢ وقد ضبطاها هكذا (يُنَزِّل) بتشديد الزاي.