لأنه اسم فاعل بمعنى الاستقبال، فهو يعمل عمل الفعل، والأمرُ منصوب به، والمعنى: يبلغ أمره، ومن أضاف فإنه حذف التنوين استخفافًا، والمعنى معنى المنون.
وقرئ: أيضًا (بالغٌ) بالتنوين، (أَمْرُهُ) با لرفع (١)، فـ (أمره) مرتفع إما ببالغ على أنَّه فاعل وهو الجيد، والمفعول محذوف، أي: بالغ أمره ما يريده الله به، وإما بالابتداء، و (بالغ) خبره، والجملة خبر (إنَّ)، على معنى: أمره نافذ.
قال الزمخشري: وقرأ المفضل: (بالغًا أمره)(٢)، على أَنَّ قوله:{قَدْ جَعَلَ اللَّهُ} خبر إنَّ، و (بالغًا) حال، انتهى كلامه (٣). وذو الحال اسم الله جل ذكره الواقع بعد الفعل.
قوله عز وجل:{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ} مبتدأ، ونهاية صلة الموصول قوله:{مِنْ نِسَائِكُمْ}، وقوله:{إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ}: الجملة من الشرط والجزاء في موضع الخبر.
(١) قرأها ابن أبي عبلة، وداود بن أبي هند، وعصمة عن أبي عمرو. انظر مختصر الشواذ/ ١٥٨/. والمحتسب ٢/ ٣٢٤. والمحرر الوجيز ١٦/ ٣٩. والقرطبي ١٨/ ١٦١. والبحر ٨/ ٢٨٣. (٢) انظر هذه القراءة بالإضافة إلى الكشاف كما سوف أخرج: القرطبي ١٨/ ١٦١. والبحر ٨/ ٢٨٣. (٣) الكشاف ٤/ ١١٠.