قوله عزَّ وجلَّ:{لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} الجمهور على ضم الياء وكسر الراء على البناء للفاعل وهو {الْأَعَزُّ}، و {الْأَذَلَّ} مفعول، ووجهها ظاهر، وقرئ:(ليَخْرُجَنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ) بفتح الياء وضم الراء (١)، فَنَصبُ (الأَذَلَّ) على هذه القراءة على الحال، لأنَّ الفعل لازم، ونظيره ما حكاه صاحب الكتاب رحمه الله: ادخلوا الأول فالأولَ (٢)، فنصبه على الحال: أي: مُرتبين. وأجاز يونس: مررت به المسكينَ على الحال، وهذا شيء يروى ولا يقاس عليه، أعني كون الحال مع لام التعريف (٣).
وقيل: الوجه أن يكون {الْأَذَلَّ} مفعولًا به، على: ليخرجن الأعز مشبهًا الأَذَلَّ، فـ (مشبهًا) حال من {الْأَعَزُّ}، و {الْأَذَلَّ} مفعول هذه الحال المقدرة (٤).
و{لَيُخْرِجَنَّ} جواب قسم محذوف، وأغنى جواب القسم عن جواب الشرط.
(١) انظر هذه القراءة في معاني الفراء ٣/ ١٦٠ وقد صحفت فيه. وإعراب النحاس ٣/ ٤٣٧. ومختصر الشواذ / ١٥٧/. ومشكل مكي ٢/ ٣٨١. والكشاف ٤/ ١٠٢. والمحرر الوجيز ١٦/ ٢٢. والبيان ٢/ ٤٤١. والبحر المحيط ٨/ ٢٧٤. (٢) انظر الكتاب ١/ ٣٩٨. وعنه النحاس ٣/ ٤٣٧. ومكي ٢/ ٣٨١. (٣) انظر النقل عن يونس في المصدرين السابقين أيضًا. (٤) انظر هذا القول في التبيان ٢/ ١٢٢٤.