وقوله:{لِلْفُقَرَاءِ} قيل: بدل من قوله: {وَلِذِي الْقُرْبَى} والمعطوف عليه (١). وقيل: من صلة محذوف يدل عليه قوله: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}، والتقدير: ولكن يكون للفقراء، وما بينهما اعتراض (٢).
قوله عز وجل:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ} يجوز أن يكون في موضع جر عطفًا على قوله: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ}، وأن يكون في موضع رفع على الابتداء والخبر {يُحِبُّونَ}، أو محذوف، أي: أفلحوا أو فازوا، و {يُحِبُّونَ} على هذا، وعلى الأول في موضع نصب على الحال.
وقوله:{وَالْإِيمَانَ} منصُوب بفعل مضمر (٣).
وقوله:{مِنْ قَبْلِهِمْ} من صلة {تَبَوَّءُوا}، أي: والذين تبوؤا الدار من قَبْلِ المهاجرين، وإنما قُدِّر هذا لأن إيمان الأنصار ليس قبل إيمان المهاجرين، وقد جوز أن يكون محمولًا على ما دل عليه {تَبَوَّءُوا}، لأن معناه لزموا، كأنه قيل: لزموا الدار ولزموا الإيمان، فلم يفارقوهما. وقيل: في الكلام حذف مضاف تقديره: تبوءوا الدار وحلوا موطن الإيمان (٤).
(١) هذا الوجه للنحاس ٣/ ٣٩٧. واقتصر عليه الزمخشري ٤/ ٨١. (٢) انظر معنى هذا القول في الطبري ٢٨/ ٤٠. وإعراب النحاس الموضع السابق. والقرطبي ١٨/ ١٩. (٣) لأن (الإيمان) لا يُتَبَوَّأُ فيعطف على (الدار). (٤) انظر الكشاف ٤/ ٨٢. والبيان ٢/ ٤٢٨.