قوله عز وجل:{مَا أَفَاءَ اللَّهُ} حكمها حكم ما سلف آنفًا في الإعراب والمعنى. قيل: وإنما خَلَتْ هذه الجملة من العاطف، لأنها بيان للأولى، فهي منها غيرُ أجنبية عنها (١).
وقوله:{كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} من صلة محذوف، أي: فعلنا ذلك في هذه الغنائم، أو بينا ذلك لئلا يغلب الأغنياءُ الفقراءَ على الفيء. قيل: والمراد بالأغنياء: الرؤساء، أي: يعملون فيه كما يفعل أهل الجاهلية، لأنهم جعلوا الحكم للرؤساء (٢).
وقرئ:(كي لا يكون) بالياء النقط من تحته (دُولَةً) بالنصب، أي: كيلا يكون الفيء دولةً، وبالتاء النقط من فوقها (دُولَةٌ) بالرفع (٣)، على (كان) التامة، كقوله:{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ}(٤) أي: كيلا تقع دولةٌ، أو تحدث دولةٌ.
(١) قاله الزمخشري ٤/ ٨٠. (٢) حكى الكلبي، والفراء أنها نزلت في رؤساء المسلمين. انظر معاني الثاني ٣/ ١٤٥. والنكت والعيون ٥/ ٥٠٤. ومعالم التنزيل ٤/ ٣١٨. والكشاف ٤/ ٨١. (٣) قرأها أبو جعفر، وابن عامر في رواية هشام بخلاف، لذا لم تذكر في السبعة أو الحجة. وانظرها في المبسوط/ ٤٣٣/. والتذكرة ٢/ ٥٨٥. والكشف ٢/ ٣١٦. والنشر ٢/ ٣٨٦. (٤) سورة البقرة، الآية: ٢٨٠.