وقوله:{فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا} اختلف في (إذ) هنا، فقيل: هي بمعنى (إن) الشرطية، كقوله:{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا}(١). قيل: هي لما مضى والمراد بها الاستقبال، كقوله:{إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ}(٢). وقيل: هي على بابها على معنى: إنكم تركتم ذلك فيما مضى فتداركوه بإقامة الصلاة (٣).
وقوله:{وَتَابَ اللَّهُ} عطف على {لَمْ تَفْعَلُوا} لأنه في معنى المُضيِّ.
قوله عز وجل:{اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ} الجمهور على فتح الهمزة، وهو جمع (يمين)، أي: اتخذوا أيمانهم الكاذبة ولمحاية لدمائهم وأموالهم، وقرئ:(إِيمانهم) بكسرها (٤)، والمراد به الإيمان الذي هو التصديق، وفي الكلام حذف مضاف، والتقدير: اتخذوا إظهار إيمانهم وقاية، فحذف المضاف.
(١) سورة البقرة، الآية: ٢٤. وانظر القول في معالم التنزيل ٤/ ٣١١ حيث قال البغوي: الواو صلة، مجازه: فإن لم تفعلوا تاب الله عليكم .. (٢) سورة غافر، الآية: ٧١. وانظر هذا القول في التبيان ٢/ ١١٢٢. وقد تقدم عند إعراب الآية في (المؤمن) غافر. (٣) انظر معنى هذا القول في الطبري ٢٨/ ٢٢. وانظر الأقوال الثلاثة مجتمعة في التبيان ٢/ ١١٢٢ - ١١٢٣. (٤) قرأها الحسن، وأبو العالية. انظر المحتسب ٢/ ٣١٥. والمحرر الوجيز ١٥/ ٤٥٥.