وقوله:{وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}(كُلًا) نصب على أنه المفعول الأول لـ {وَعَدَ}، و {الْحُسْنَى} المفعول الثاني، أي: وعد الله كُلًا من المنفق قبل الفتح والمنفق بعده الحسنى، أي المثوبة الحسنى، وهي الجنة على ما فسر (١).
وقرئ:(وكلٌ) بالرفع (٢) على أنه مبتدأ، لأن المفعول إذا تقدم ضعف عمل الفعل، والجملة التي هي بعده خبره على تقدير العائد، والتقدير: وكلٌّ وعده الله الحسنى، ثم حُذف كما يحذف من الصِّلات والصفات نحو:{أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}(٣)، {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ}(٤)، أي: بعثه، ولا تجزي نفس فيه، ومنه قوله الشاعر:
(١) جامع البيان ٢٧/ ٢٢١ عن مجاهد، وقتادة. (٢) لابن عامر وحده. انظرها مع قراءة الباقين في السبعة/ ٦٢٥/. والحجة ٦/ ٢٦٦. والمبسوط/ ٤٢٩/. والتذكرة ٢/ ٥٨١. وقال ابن الجزري ٢/ ٣٨٤: هو في المصاحف الشامية (كل) بدون ألف. (٣) سورة الفرقان، الآية: ٤١. (٤) سورة البقرة، الآية: ٤٨. (٥) لامرئ القيس، وانظره في الكتاب ١/ ٨٦. وإعراب النحاس ٣/ ٣٥٣. والمحتسب ٢/ ١٢٤. وابن الشجري ١/ ١٤٠. وشطره الأول: فلما دَنوتُ تَسَدَّيْتُها ........................ (٦) انظر إعرابه للآية (٢٤٥) منها، والقراءتان من المتواتر.