وفي حور، أو على (أكواب) حملًا على المعنى، لأن معنى {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ}: منعمون بأكواب، وبفاكهة، وبلحم طير، وبحور عين.
وبالنصب (١)، على: ويُؤْتَوْنَ حُورًا، حملًا على المعنى، لأن معنى يطاف عليهم بكذا: يعطونه، أو يزوجون حورًا عِينًا، كقوله:{وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}(٢). والحور: جمع حوراء، وهي التي اشتد بياض حدقتها مع اشتداد سوادها، والعِينُ: جمع عَيناء، وهي الواسعة العين، وكسرت العَين لتصح الياء، إذ لو ضُمَّتْ لانقلبت الياء واوًا.
وقوله:{جَزَاءً بِمَا} يجوز أن يكون مفعولًا له، أي: يُفعل بهم ذلك كلُّه لجزاء أعمالهم، وأن يكون مصدرًا مؤكدًا لما قبله، كـ (وعْدَ اللهِ)(٣) أي: يجزون جزاءً، و (ما): يجوز أن تكون مصدرية، وأن تكون موصولة.
= السابقة في السبعة/ ٦٢٢/. والحجة ٦/ ٢٥٥. والمبسوط/ ٤٢٦/. والتذكرة ٢/ ٥٧٩. والنشر ٢/ ٣٨٣. (١) قرأها أبي بن كعب -رضي الله عنه- كما في معاني الفراء ٣/ ١٢٤. وإعراب النحاس ٣/ ٣٢٤. ومختصر الشواذ / ١٥١/. والمحتسب ٢/ ٣٠٩. والمحرر الوجيز ١٥/ ٣٦٥ وفي المصدرين الأخيرين أنها قراءة ابن مسعود -رضي الله عنه- أيضًا. كما نسبت في زاد المسير ٨/ ١٣٧ إلى السيدة عائشة رضي الله عنها، وأبي العالية، والجحدري. (٢) سورة الدخان، الآية: ٥٤. (٣) سورة الرعد، الآية: ٣١.