وقوله:{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}(ما) الأولى نافية، والثانية يجوز أن تكون موصولة وعائدها محذوف، وأن تكون مصدرية، ومحلها النصب في كلا التقديرين على أنها مفعول ركل {رَأَى}، والرؤية هنا من رؤية العين، أي: ما كذب فؤاد محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي رأته عيناه ليلة الإسراء، بل صدقه فؤاده، أو رؤيته إن جعلتها مصدرية. وقرئ:(ما كذّب) بالتشديد (١)، وهو قريب من التخفيف.
قوله عز وجل:{أَفَتُمَارُونَهُ} قرئ: بضم التاء وبالألف بعد الميم، أي: فتجادلونه، والمراد بالمراء: الجدال بالباطل. وقرئ:(أَفَتَمْرُونَهُ) بفتح التاء من غير ألف (٢)، أي: أفتجحدونه، يقال: مَراه حقه، إذا جحده ودفعه، قال المبرد: أي: أفتدفعونه عما يرى، وقال:{عَلَى} بمعنى (عن)(٣).
قوله:{نَزْلَةً} مصدر واقع موقع رؤية، كأنه قال: ولقد رآه رؤية أخرى. وقيل: نصب على الظرف، أي: مرة أخرى. وقيل: هي في موضع الحال، والتقدير: رآه نازلًا نزلة أخرى.
وقوله:{عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى}(عندَ) يجوز أن يكون من صلة رأى، وأن يكون حالًا من المفعول وهو جبريل عليه السلام، أي: كائنًا أو مستقرًا عند سدرة المنتهى.
(١) قراءة صحيحة لأبي جعفر، وابن عامر في رواية هشام. انظر السبعة/ ٦١٤/. والحجة ٦/ ٢٣٠. والمبسوط / ٤١٩/. والتذكرة ٢/ ٥٦٨. (٢) قراءة صحيحة لحمزة، والكسائي، وخلف، ويعقوب. انظر السبعة ٦١٤ - ٦١٥. والحجة ٦/ ٢٣٠. والمبسوط / ٤١٩/. والتذكرة ٢/ ٥٦٨. (٣) انظر قول المبرد في كامله ٢/ ٧٢١. وعنه النحاس في إعرابه ٣/ ٢٦٥.