قوله عز وجل:{يَوْمَ نَقُولُ} قرئ: بالنون لقوله: {وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ}(١)، و (يقول) بالياء النقط من تحته (٢)، لقوله:{الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ}(٣)، أي يقول.
و{الْيَوْمَ} يجوز أن يكون ظرفًا لِظَلَّام، أو لقوله:{مَا يُبَدَّلُ}(٤)، أو لمحذوف دل عليه ما قبله، أي: ذلك يكون يوم نقول، وأن يكون منصوبًا بمضمر، أي: اذكر أو أنذر يوم، فيكون مفعولًا به، وقد جوز أن يكون معمول قوله:{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}(٥)، وهو بعيد للبعد (٦).
وقوله:{وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} انتصاب قوله: {غَيْرَ بَعِيدٍ}، إما على الحال من الجنة، وإنما ذُكّر لفظ {بَعِيدٍ}، لأنه على زنه فعيل، وفعيل يصلح للمذكر والمؤنث، والواحد والجمع، أو لأن الجنة والبستان بمعنىً، كما أن الموعظة والوعظ كذلك، وإما على الظرف، أي: مكانًا غير بعيد، ثم حذف لكونه معلومًا.
وقوله:{هَذَا مَا تُوعَدُونَ}: قرئ: بالياء النقط من تحته، لقوله:
(١) من الآية (٢٩). (٢) هذه قراءة نافع، وأبي بكر عن عاصم. وقرأ الباقون بالأولى. انظر السبعة/ ٦٠٧/. والحجة ٦/ ٢١٣. والمبسوط / ٤١٤/. والتذكرة ٢/ ٥٦٣. (٣) من الآية (٢٦). (٤) من الآية (٢٩). (٥) من الآية (٢٠). (٦) جوزه الزمخشري ٤/ ٢٣.