وقيل: أصله (أَلْقِيَنْ) بنون التوكيد الخفيفة، فأبدل من النون الأَلف في حال الوقف، ثم أجري الوصل مجرى الوقف، كقوله:
٥٨٣ - ......................... ... ......... والله فاعبدا (٢)
تعضده قراءة من قرأ:(أَلْقِيًا) بالنون الخفيفة، وهو الحسن (٣).
وقوله: {مُرِيبٍ (٢٥) الَّذِي} الجماعة على كسر التنوين على أصل التقاء الساكنين، وقرئ: بفتحها (٤) هربًا من توالي الكسرات مع الياء (٥).
وقوله:{الَّذِي جَعَلَ} يجوز أن يكون مستأنفًا مبتدأ، والخبر:{فَأَلْقِيَاهُ} وقد ضمن معنى الشرط، ولذلك دخلت الفاء في خبره. وأن يكون في موضع نصب، إما بمضمر يفسره هذا الظاهر، أو على البدل من {كُلَّ}، من قوله:{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ}. أو على إضمار أعني، وقوله:{فَأَلْقِيَاهُ} على هذه الأوجه الثلاثة تكرير للتوكيد. وقيل: إنما كرر، لأن الأول للإلقاء في جهنم، والثاني للإلقاء في العذاب الشديد.
(١) لسويد بن كراع العكلي. وانظره في معاني الفراء ٣/ ٧٨. ومشكل القرآن/ ٢٢٥/. وجامع البيان ٢٦/ ١٦٥. وسمط اللآلي ٢/ ٩٤٣. والصحاح (جزز). والمخصص ٢/ ٥. والنكت والعيون ٥/ ٣٥٠. والمحرر الوجيز ١٥/ ١٧٩. (٢) للأعشى من قصيدته في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو كاملًا: وذا النُصُبِ المنصوبَ لا تَنْسُكَنَّهُ ... ولا تعبد الأوثانَ والله فاعبدا. ويروى بألفاظ أخر. وانظره في الكتاب ٣/ ٥١٠. وسيرة ابن هشام ١/ ٣٨٧. والصحاح (نصب). وأمالي ابن الشجري ٢/ ١٦٥. والإنصاف ٢/ ٦٥٧. والبيان ٢/ ٣٨٧. (٣) انظر قراءته في مختصر الشواذ/ ١٤٤/. والمحتسب ٢/ ٢٨٤. والكشاف ٤/ ٢٢. والمحرر الوجيز ١٥/ ١٧٩. (٤) كذا هذه القراءة أيضًا في التبيان ٢/ ١١٧٦. والدر المصون ١٠/ ٢٩ دون نسبة. (٥) يعني كسرة الراء، والباء والنون الحاصلة من التنوين.