وقوله:{بَلْ عَجِبُوا} قيل: الضمير فيه للكفار خاصة، وقيل: لهم وللمؤمنين (١)، ثم ميّز بينهم فقال:{فَقَالَ الْكَافِرُونَ}. {أَنْ جَاءَهُمْ} أي: لأن جاءهم.
وقوله:{أَإِذَا مِتْنَا}(إذا) منصوب بمضمر، أي: أنبعث، أو أنرجع إذا متنا؟ والاستفهام بمعنى الإنكار.
قوله عز وجل:{بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} خروج من قصة إلى قصة. والجمهور على فتح لام {لَمَّا} وهو ظرف زمان منصوب بقوله: {كَذَّبُوا}. وقرئ:(لِما جاءهم) بكسر اللام (٢)، و (ما) على هذه مصدرية، واللام هي التي في قولهم: لخمسٍ خلونَ، ولِعشرٍ مضينَ من شهر كذا، أي: لمجيئه إياهم، كقولك: آتيته ما سأل لطلبه، أي: عند طلبه، ومع طلبه، وكذا التقدير في التاريخ، أي: عند خمس خلون، أو مع خمس خلون. ومثله:{لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}(٣) أي: عند وقتها (٤).
وقوله:{فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} أي: مضطرب، من مَرِجَ الخاتم في إصبعه
(١) القولان في المحرر ١٥/ ١٦١. (٢) قرأها الجحدري كما في مختصر الشواذ / ١٤٤/. والمحتسب ٢/ ٢٨٢. والمحرر الوجيز ١٥/ ١٦٣. (٣) سورة الأعراف، الآية: ١٨٧. (٤) انظر هذا التخريج في المحتسب ٢/ ٢٨٢.