قوله عز وجل:{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} أي: بأن أسلموا، فإن وما بعدها في تأويل المصدر، أي: بإسلامهم، فحذف الباء وأوصل الفعل، يقال: مننت عليه بالشيءِ، ثم مننت عليه الشيءَ.
وقوله:{أَنْ هَدَاكُمْ} أي: بأن هداكم، أو لأن هداكم، وقرئ:(إنْ هَدَاكُم) بكسر الهمزة (١)، وهي بمعنى (إذ) تعضده قراءة من قرأ: (إذ هداكم) وهو ابن مسعود -رضي الله عنه- (٢).
وقوله:{إِنْ كُنْتُمْ}(إن) شرطية، وجوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه، أي: إن كنتم صادقين فيما زعمتم فلله المنة عليكم بأن هداكم له، هذا على قول من قال: إنها نزلت في الأعراب المنافقين، وأما من قال: إنها في المؤمنين فـ (إن) على قوله بمعنى إذ، والمعنى: إذ صدقتم في أنكم مؤمنون لزمكم أن تعلموا أن المنة في إيمانكم لله عليكم حين هداكم له وأصاركم إليه.