وقوله:{فَضْلًا مِنَ اللَّهِ} يجوز أن يكون مفعولًا له، أي: حبب إليكم الإيمان وكره إليكم الكفر للفضل والنعمة، وأن يكون مصدرًا مؤكدًا لفعله، أي: تفضل بذلك عليكم تفضلًا، وأنعم به عليكم إنعامًا، فَوُضِعا موضع التفضيل والإنعام كما وضع عطاء موضع إعطاء في قوله:
٥٧٥ - .................... بعد عطائك المائة ............ (٢)
قوله عز وجل:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ} ارتفعْ {طَائِفَتَانِ} بإضمار فعل دل عليه ما بعده، أي: وإن اقتتل طائفتان، وجاز حذفه لدلالة ما بعده عليه.
وقوله:{فَأَصْلِحُوا} جواب الشرط. {فَقَاتِلُوا}: جواب الشرط الثاني، و {حَتَّى} من صلته. {فَأَصْلِحُوا}: جواب الشرط الثالث.
وقوله:{بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} الجمهور على لفظ التثنية والمراد الجمع، لأنه عام في كل مسلِمَينِ تخاصما وتقاتلا فصاعدًا، وقرئ:(بين إِخْوَتِكُمْ) و (بين إخوانكم) على الجمع (٣)، وهو الأصل في المعنى الموافق لما قبله، والإخوة
(١) كذا في الكشاف ٤/ ٩. (٢) تقدم هذا الشاهد أكثر من مرة، انظر رقم (١٠٣). (٣) أما (بين إخوتكم) بالتاء: فصحيحة ليعقوب وحده. انظر المبسوط/ ٤١٢/. والتذكرة ٢/ ٥٦٢. والنشر ٢/ ٣٧٦. وأما (إخوانكم) بالنون: فقراءة زيد بن ثابت، وابن مسعود -رضي الله عنهما-، والحسن، وابن سيرين، وعاصم الجحدري. انظر إعراب النحاس ٣/ ٢٠٥. ومختصر=