قوله عز وجل:{مَاذَا قَالَ آنِفًا} معنى قوله: {آنِفًا}: الساعة، وانتصابه على الظرف، وهو ظرف زمان، يقال: قلت كذا آنفًا وسالفًا. قال أبو إسحق: هو مِن استأنفتُ الشيءَ إذا ابتدأتَهُ، وَرَوْضَةٌ أُنُف، هي في أول ما تُرعى. والمعنى: ماذا قال في أول وقت يقرب منا؟ انتهى كلامه (١). والاستئناف: الابتداء، وكذلك الائتناف.
وقيل:{آنِفًا} حال من المنوي في {قَالَ}، أي: ماذا قال مؤتنفًا (٢).
وقرئ:(آنِفًا) و (أنِفًا) بالمد والقصر (٣)، كحاذرٍ وحَذِرٍ، والأنف هو الصائر أولًا، وليس من لفظه فعل ثلاثي، إنما جاء: استأنفت الأمر، وائتنفته، فاعرفه.
وقوله:{وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ} يحتمل الرفع على الابتداء، والنصب بما يفسره بعده.
(١) معانيه ٥/ ١٠. (٢) انظر هذا القول في التبيان ٢/ ١١٦٢ أيضًا. (٣) العشرة على (آنفًا) بالمد، إلا ما روي عن ابن كثير من طريق البزي (أنفا) بالقصر. أنظر السبعة / ٦٠٠/. والحجة ٦/ ١٩٢. والتذكرة ٢/ ٥٥٧. والنشر ٢/ ٣٧٤.