وأما جواب الشرط فمحذوف، تقديره: أليس قد ظلمتم؟ دل عليه {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}. وقال الشيخ أبو علي رحمه الله: تقديره: أتأمنون عقوبة الله؟ (١).
قوله عز وجل:{وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ} اختلف في عامل {إِذْ}، فقيل: محذوف، والتقدير: وإذ لم يهتدوا به قالوا ذلك، أو ظهر عنادهم، فهو معمولٌ لهذا المضمر (٢). وقيل: هو معمول {قَالَ الَّذِينَ} والواو في {وَإِذْ} صلة. وقيل:{إِذْ} بمعنى (إذا).
وقوله:{فَسَيَقُولُونَ} جواب {إِذْ}، والوجه هو الأول، وما عداه تعسف.
والضمير في {بِهِ} للقرآن، و {هَذَا} إشارة إليه، وقيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٣)، و {هَذَا} إشارة إلى ما جاء به عليه الصلاة والسلام.
وقوله:{وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً}(إمامًا ورحمةً) حالان إما من المنوي في الظرف وهو {مِنْ قَبْلِهِ} على رأي صاحب الكتاب رحمه الله، وإما من {كِتَابُ مُوسَى} على مذهب أبي الحسن، والعامل الظرف نفسه على المذهبين، كقولك: في الدار زيد قائمًا.
(١) حكاه عن أبي علي الفارسي أيضًا ابن الجوزي في زاد المسير ٧/ ٣٧٤. كما حكى القول الأول عن الواحدي. (٢) التقدير للزمخشري ٣/ ٤٤٤. واقتصر عليه العكبري ٢/ ١١٥٥. (٣) قاله مقاتل. وانظر القولين في النكت والعيون ٥/ ٢٧٥. والأكثر على أنه للقرآن.