وقوله:{وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا}(رهوًا): مصدر في موضع الحال من البحر، أي: راهيًا، أي: ساكنًا على حاله، يقال: رَهَا الشيءُ يَرْهُو رَهْوًا، إذا سكن، فهو راهٍ. أو ذا رهو، فحذف المضاف. وعن المبرد: عيش راهٍ، أي: ساكن (١). أو منفرجًا، من قولهم: بئر رهوة ورهواء، إذا كانت واسعة، أي: اتركه مفتوحًا على حاله منفرجًا (٢). وقيل:{رَهْوًا} أي: طُرُقًا متتابعة يتبع بعضها بعضًا، يقال: جاء القوم رهوًا، أي: متتابعين (٣). وقيل:{رَهْوًا} أي: يابسًا، يقال: رها الشيء، إذا يبس، لقوله:{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا}(٤). وقيل: هو مفعول ثان على تضمين التَّرْكِ معنى التصيير، أي: صَيِّرْهُ رهوًا (٥).
وقوله:{إِنَّهُمْ} الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، وقرئ:(أنهم) بفتحها (٦)، على: لأنهم.
وقوله:{كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ}(كم) منصوبة بقوله: {تَرَكُوا}، أي: كثيرًا ترك الذين أغرقناهم في البحر.
(١) الكامل ٢/ ٧٣٧. وهو قول أبي عبيدة في المجاز ٢/ ٢٠٨. وذكره الجوهري (رها) دون نسبة. (٢) كونه بمعنى منفرج: هو قول مجاهد كما في النكت والعيون ٥/ ٢٥٠. وانظر الكشاف ٣/ ٤٣٢. (٣) انظر مشكل مكي ٢/ ٢٩٠. (٤) سورة طه، الآية: ٧٧. وكونه بمعنى (يابس) هو قول عكرمة كما في جامع البيان ٢٥/ ١٢٢. وابن أبي نجيح كما في النكت والعيون ٥/ ٢٥٠. (٥) التبيان ٢/ ١١٤٦. (٦) كذا هذه القراءة في الكشاف ٣/ ٤٣٢. وروح المعاني ٢٥/ ١٢٣ دون نسبة.