قوله عزَّ وجلَّ:{وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} انتصاب {حَافِّينَ} على الحال، لأن الرؤية من رؤية العين، أي: مطيفين بالعرش محدقين به من حفافيهِ، أي: من جانبيه، يقال: حفى (١) القوم بفلان، إذا أطافوا به. و {مِنْ} لابتداء الغاية على معنى: أن ابتداءْ حُفُوفهم من حول العرش إلى حيث شاء صاحب العرش، وواحد حافّين: حافّ. وعن الفراء: لا واحد لهم، لأنَّ الاسم لا يقع لهم إلَّا مجتمعين (٢).
وقوله:{يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ}(يُسَبِحُونَ) في موضع الحال من الملائكة، أو من المنوي في {حَافِّينَ}. وكذا:{بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} في موضع الحال أيضًا، أي: مسبحين اللَّهَ حامدين له. قيل: يقولون ذلك متلذذين لا متعبدين (٣).
والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة الزمر.
والحمد لله وحده
(١) كذا في جميع النسخ. وفي الصحاح (حفف): حَفُّوا حوله يحفون حَفًّا، أي أطافوا به. (٢) حكاه عن الفراء: النحاس في الإعراب ٢/ ٨٣١. (٣) قاله الماوردي ٥/ ١٣٩. والبغوي ٤/ ٨٩ وقال: لأنَّ التكليف متروك في ذلك اليوم.