الصفة كما في قراءة مَن جمع، لأنَّ الجمع لا يكون خبرًا عن الواحد، {وَآخَرُ} في الحقيقة صفة لمحذوف وهو الابتداء، وقد ذكرت آنفًا.
وأن يكون مبتدأ والخبر محذوفًا، أي: ولهم عذاب آخر، و {مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} في موضع الصفة، وارتفاع قوله:{أَزْوَاجٌ} بالظرف وهو {مِنْ شَكْلِهِ} على المذهبين.
قال أبو علي: ولا يجوز أن تجعل قوله: {مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} في قول من قرأ: (وأُخَر) على الجمع وصفًا وتُضمر الخبر كما فعلت ذلك في قول من وَحَّدَ، من أجل أنَّ الصفة لا ضمير فيها من حيث ارتفع أزواج بالظرف، ولا ضمير في الظرف، والهاء في {مِنْ شَكْلِهِ} لا تعود إلى (أُخر) , لأنه جمع والضمير مفرد، وإذا كان كذلك فتبقى الصفة بلا ذكر يعود منها إلى الموصوف، انتهى كلامه (١).
فأما امتناع (أُخر) من الصرف: فقد ذكر سبب ذلك في البقرة عند قوله جل ذكره: {فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}(٢).
قوله عزَّ وجلَّ:{هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ}(هذا) مبتدأ و {فَوجٌ} خبر، و {مُقْتَحِمٌ} صفة الخبر، و {مَعَكُمْ} يجوز أن يكون صفة بعد صفة، وأن يكون حالًا، إما من {فَوجٌ} لكونه قد وصف، والعامل فيها ما في {هَذَا} من معنى الفعل، أو من المنوي في {مُقْتَحِمٌ} والعامل {مُقْتَحِمٌ}، وأن يكون ظرفًا لمقتحم، أي: يقال لهم: هذا جَمْعٌ كثيف قد اقتحم معكم
(١) حجته ٦/ ٨٠. وفي النقل بعض التصرف. (٢) الآية (١٨٤) منها.