وحكي فيه قراءة أخرى:(بزينةٍ الكواكبُ) بتنوين زينة ورفع الكواكب (٢) بالزينة على الفاعلية، أي: بأن زَانَتْهَا الكَواكِبُ، أو بأن زُينتِ بالكواكب، على أن يكون المصدر مبنيًا للمفعول، كمسألة الكتاب: عَجِبْتُ مِنْ دفْعِ النَّاس بعضهم ببعضٍ (٣)، أي: من أن دُفِعَ الناسُ بعضُهم ببعضٍ، فالناس مفعول قام مقام الفاعل. ويجوز أن يكون من قرأ:(بزينةِ الكواكبِ) بترك التنوين كقراءة من قرأ: (بزينةٍ الكواكبَ) أو (بزينةٍ الكواكبُ) بتنوين زينة ونصب الكواكب أو رفعها، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين.
قول عز وجل:{وَحِفْظًا} مصدر مؤكد لفعله المحذوف، أي: وحفظناها حِفْظًا، و {مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} من صلة هذا الفعل، وقيل:{وَحِفْظًا} مما حمل على المعنى، لأن المعنى: إنا خلقنا الكواكب زينة للسماء، وحفظًا من الشيطان، كما قال:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}(٤)، ويجوز أن يُقَدَّرَ الفعلُ المُعَلّلُ كأنه قيل: وحفظًا
(١) والتقدير: زينا السماء الدينا زينةً الكواكبَ. انظر الوجهين في إعراب النحاس ٢/ ٧٣٩. ومشكل مكي ٢/ ٢٣٣. (٢) حكاها النحاس في الموضع السابق. وابن عطية ١٣/ ٢٢٠ عن الزهراوي. ونسبهما ابن الجوزي في زاد المسير ٧/ ٤٦ إلى أبي بن كعب -رضي الله عنه-، ومعاذ القارئ، وأبي نهيك، وأبي حصين الأسدي في آخرين، ونسبها أبو حيان ٧/ ٣٥٢ إلى زيد بن علي. وقال السمين ٩/ ٢٩٢ هي قراءة ابن عباس، وابن مسعود -رضي الله عنهم-. (٣) انظر سيبويه ١/ ١٥٤. (٤) سورة الملك، الآية: ٥.