قوله عز وجل:{إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ}(فاكهون) خبر لـ {إِنَّ} والظرف الذي هو {فِي شُغُلٍ} لَغْوٌ من صلة الخبر، ويجوز أن يكون مستقرًا، و {فَاكِهُونَ} خبر بعد خبر.
وقرئ:(فاكهين) بالنصب (٣) على الحال من المنوي في الظرف، والظرف على هذا مستقر ليس إلا، و {الْيَوْمَ} معمول {فَاكِهُونَ}، أو الظرف.
وقرئ:(فكهون) بغير ألف (٥)، والفاكِهُ والفَكِهُ: المتنعم المتلذذ، ومنه الفاكهة، لأنها مما يُتَلَذَّذُ به، ومنه الفُكاهةُ، وهي المُزاحَةُ، ومن أمثالهم:
(١) هي قراءة صحيحة لأبي جعفر بن القعقاع وحده من العشرة. انظر المبسوط/ ٣٧٠/. والنشر ٢/ ٣٥٣. (٢) عند إعرابه للآية (٢٩) منها حيث وردت الجملة هناك أيضًا. (٣) قرأها ابن عباس، وابن مسعود -رضي الله عنهم-، وطلحة بن مصرف، والأعمش. انظر معاني الفراء ٢/ ٣٨٠. ومعاني النحاس ٥/ ٥٠٧ وإعرابه ٢/ ٧٢٨. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢٠٨. (٤) المتواتر منها قراءتان: (شُغْل) بضمة فسكون. وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو. و (شُغُل) بضمتين: قرأها الباقون من العشرة. انظر السبعة ٥٤١ - ٥٤٢. والمبسوط/ ٣٧١/. والتذكرة ٢/ ٥١٤. وأما (شَغَل) بفتحتين فهي قراءة أبي هريرة -رضي الله عنه-، وأبي السمال، ومجاهد، ورواية عن أبي عمرو. انظر إعراب النحاس ٢/ ٧٢٨. ومختصر الشواذ/ ١٢٦. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢٠٨. وزاد المسير ٧/ ٢٧. وأما (شَغْل) بفتح فسكون، فهي ليزيد النحوي، وابن هبيرة، وعكرمة، والضحاك وآخرون. انظر المختصر، والمحرر، والزاد المواضع السابقة نفسها. (٥) قراءة صحيحة لأبي جعفر. انظر المبسوط / ٣٧١/. والنشر ٢/ ٣٥٤.