قوله عز وجل:{وَآيَةٌ لَهُمْ}(آيةٌ) مبتدأ، و {لَهُمْ} صفته، و {أَنَّا حَمَلْنَا} الخبر، ولك أن تجعل {لَهُمْ} الخبر، و {أَنَّا} مبتدأ ثان، والخبر {حَمَلْنَا}، والجملة في موضع التفسير للآية، ولذلك جاز أن تكون (أنَّ) مبتدأة، من أجل تعلقها بما قبلها، لأن أنَّ الشديدة لا يجوز أن تكون مبتدأة بخلاف الخفيفة، نحو:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}(٢)، فاعرفه.
وقوله:{فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ} الفاء هنا للعطف، و {صَرِيخَ} مبني مع لا وعليه الجمهور، وقوله:{وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ} مستأنف، ويجوز في الكلام (فلا صريخٌ) بالرفع والتنوين (٣)، على الابتداء والخبر، وجاز الابتداء بالنكرة لما
(١) يعني (سابقُ النهارَ) وهي مروية عن عمارة أيضًا. انظر إعراب النحاس ٢/ ٧٢٢. والقرطبي ١٥/ ٣٣. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٤. (٣) حكاها أبو البقاء ٢/ ١٠٨٣ على أنها قراءة، ولم أجد من ذكرها غيره.