حكم فاعل الفعل فأنث الفعل لذلك، ومثله قراءة من قرأ:{فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ}(١) بالتاء في (ترى) النقط من فوقه، وهو الحسن (٢)، وعليه قول ذي الرمة:
والقياس فيهما تذكير فعلهما، لأن المراد: لا يُرى شيءٌ إلا مساكنهم، وما بقي شيء منها إلا الصدور.
وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- وغيره:(إِلَّا زَقْيَةً واحدةً)(٤)، من زَقَا الطائر يَزْقُو ويَزْقِي زَقْوًا وزَقْيًا وزُقاء، إذا صاح.
وقوله:{فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ}(إذا) للمفاجأة، وهي مكانية، وما بعدها مبتدأ وخبر، أي: فبذلك المكان هم خامدون، أي: ميتون، خمدوا كما تخمد النار فتعود رمادًا، كما قال لبيد:
قوله عز وجل:{يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} الجمهور على تنوين (حسرةً)، وفيه وجهان:
(١) سورة الأحقاف، الآية: ٢٥. (٢) سوف تأتي هذه القراءة في موضعها، وأخرجها هناك إن شاء الله. (٣) وصدره: طَوَى النَّحْزُ والأجرازُ ما في كروضها ... ........................... وهو من شواهد أبي عبيدة في المجاز ١/ ٣٩٤. وابن سيده في المخصص ١٠/ ١٦٥. والجرجاني في المقتصد ٢/ ٧٦٦ والزمخشري في الكشاف ٣/ ٢٨٥. وابن يعيش في شرح المفصل ٢/ ٨٧. والقرطبي ١٠/ ٣٤٩. (٤) انظرها في معاني الفراء ٢/ ٣٧٥. وإعراب النحاس ٢/ ٧١٧. ومختصر الشواذ / ١٢٥/. والمحتسب ٢/ ٢٠٦. والكشاف ٣/ ٢٨٥. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٩٨. (٥) انظر هذا الشاهد في سؤالات نافع بن الأزرق/ ٧٧/. والمخصص ١٢/ ٣٠٦. والنكت والعيون ٦/ ٢٣٦. والكشاف ٤/ ١٩٨. وزاد المسير ٩/ ٦٥.