وأن يكون حالًا، أي: متحسراتٍ، كأنه قيل: متحسرة، ثم تكررت منها الحسرة فجمعت، أو جعلت كأن كلها صارت حسرات لفرط التحسر، فاعرفه فإنه موضع. وقيل: نصب على التمييز، والوجه ما ذكر.
قوله عز وجل:{كَذَلِكَ النُّشُورُ} ابتداء وخبر، أي: نشورُ الأموات مثلُ إحياء الموات، والنشور على بابه. وقيل: هو هنا بمعنى الإنشاء (١). و {جَمِيعًا} حال، أي: مجتمعة، يعني: عِزَّةَ الدارين.
وقوله:{وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} الجمهور على رفع قوله: {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ}، وَرَفْعُهُ بالابتداء، والخبر {يَرْفَعُهُ}. واختلف في الرافع والمرفوع: فقيل: الرافع هو الله، والمرفوع العمل. وقيل: الرافع العمل، والمرفوع الكلم. وقيل: الرافع الكلم وهو لا إله إلا الله، عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، والمرفوع العمل، لأنه لا يُقبل عَمَلٌ إلا من مُوَحِّدٍ (٢).
وقرئ:(والعملَ الصالحَ) بالنصب (٣)، على إضمار فعل يفسره هذا الظاهر، والرافع: الله جل ذكره، أو {الْكَلِمُ}، والمرفوع: العمل ليس إلا. ولا يجوز أن يكون المرفوع الكلم على قراءة النصب، لأن {يَرْفَعُهُ} مفسر للفعل المضمر، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
(١) كذا في (أ) و (ط). وفي (ب) و (ج): الإنشار، بالراء. وانظر معاني الزجاج ٤/ ٢٦٤. (٢) انظر هذه الأقوال مجتمعة ومخرجة في معاني النحاس ٣/ ٤٤١ - ٤٤٢. والنكت والعيون ٤/ ٤٦٤. ومعالم التنزيل ٣/ ٥٦٦ - ٥٦٧. وانظر قول ابن عباس -رضي الله عنهما- في الكشاف ٣/ ٢٧٠. (٣) قرأها عيسى بن عمر، وابن أبي عبلة. انظر معاني النحاس ٢/ ٤٤٢. ومختصر الشواذ/ ١٢٣/.