و {الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ} مفعولا (يَرَى): (فالذي) هو المفعول الأول، ونهاية صلته {مِنْ رَبِّكَ} وهو القرآن، و {الْحَقَّ} المفعول الثاني، {هُوَ} فصلٌ.
وقرئ:(الحقُّ) بالرفع (١) على أنه خبر {هُوَ}، والجملة في موضع المفعول الثاني، والمنوي في (يَهْدِي) للذي هو القرآن، أي: ويعلم أولو العلم أن القرآن حق وهاد إلى دين الله، وقد جوز أن يكون لله جل ذكره (٢).
قوله عز وجل:{إِذَا مُزِّقْتُمْ} العامل في {إِذَا} ما دل عليه {إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} أي: ينبئكم بأنكم تبعثون إذا مزقتم، ولا يجوز أن يعمل فيه {يُنَبِّئُكُمْ}، لأنه لا يجيزهم في ذلك الوقت. ولا {مُزِّقْتُمْ}(٣)، لأنه مضاف إليه، ولا يعمل المضاف إليه في المضاف. فإن قلتَ: اجعل {إِذَا} للمجازاة حتَّى لا تكون مضافة إلى ما بعدها فتعمل فيها. قلت: لا يسعني ذلك، لأن (إذا) لا يجازى بها في حال السعة والاختيار. ولا {جَدِيدٍ} لأن ما بعد (إن) لا يعمل فيما قبلها.
و{جَدِيدٍ} فعيل بمعنى فاعل، تقول: جَدَّ فهو جَديدٌ، كَقَلَّ فهو
(١) ذكرها ابن خالويه / ١٢١/ عن أبي معاذ. ونسبها أبو حيان ٧/ ٢٥٩ إلى ابن أبي عبلة. (٢) التبيان ٢/ ١٠٦٣ (٣) أجازه النحاس ٢/ ٦٥٧. وضعفه مكي في المشكل ٢/ ٢٠٣. وابن الأنباري في البيان ٢/ ٢٧٥.