كقوله:{فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}(١)، {يَلْقَ أَثَامًا}(٢)، من لقي الشيء، إذا صادفه، أي: يصادفون فيها تحية وسلامًا. و {خَالِدِينَ}: حال من الضمير فيه.
وقوله:{حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} المنوي في {حَسُنَتْ} للغرفة، والمخصوص بالمدح محذوف، أي: هي. والمستقر: موضع القرار، والمقام موضع الإقامة، ويجوز أن يكونا مصدرين، وهما منصوبان على التمييز.
قوله عز وجل:{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ}(ما) هنا تحتمل أن تكون استفهامية [بمعنى الاستغناء، ومحلها النصب](٣) والمصدر مضاف إلى المفعول من غير أن يذكر معه الفاعل، بمعنى: أي شيء يصنع بكم ربي لولا دعاؤه إياكم إلى الإيمان؟ أو إلى الفاعل على معنى: لولا توحيدكم إياه، أو لولا دعاؤكم إياه عند الشدة، أو لولا دعاؤكم معه آلهة أُخَر، بشهادة قوله:{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ}(٤). وأن تكون {مَا} نافية، أي: ما يبالي بكم وما يريدكم، يقال: ما عبأت بفلان، أي: ما باليت به. و {دُعَاؤُكُمْ} مبتدأ، وخبره وجواب {لَوْلَا} كلاهما محذوف تقديره: لولا دعاؤكم موجود أو كائن لهلكتم.
وقوله:{فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} يعني الرسول وما جاء به.
وقوله:{فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} اللزام: مصدر قولك: لازمت فلانًا
(١) سورة مريم، الآية: ٥٩. (٢) تقدمت قبل قليل في الآية (٦٨). (٣) ساقط من (أ) و (ب). (٤) سورة النساء، الآية: ١٤٧.