أحدهما:{الَّذِينَ كَفَرُوا} والمفعول الأول محذوف، والتقدير: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين في الأرض، وجاز حذف المفعول الأول، لأنه في الأصل مبتدأ، وحذف المبتدأ كثير جائز في كلام القوم.
والثاني: ضمير الرسول عليه الصلاة والسلام، لجري ذكره في قوله:{وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، ومفعولاه:{الَّذِينَ كَفَرُوا} و {مُعْجِزِينَ}.
قوله عز وجل:{ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} مرة: في الأصل مصدر، وهي هنا ظرف لوقوعها موقع الأوقات، كأنه قيل: ثلاثة أوقات، وانتصاب {ثَلَاثَ مَرَّاتٍ} على الظرف، وهي ظرف زمان، والدليل على أنه ظرف وأن انتصابه عليه لا على المصدر كما زعم بعضهم (١)، كونه فُسِّر بزمان وهو قوله:{مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ. . .} الآية، ومِن شرط المفسِّر بأن يكون مِن جنس المفسَّر. ومحل قوله:{مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ} والنصب على البدل من {ثَلَاثَ} وهو الوجه، أو الجر على البدل من {مَرَّاتٍ}.
{وَحِينَ تَضَعُونَ}: عطف على موضع {مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ} أي: حين وضع الثياب من وقت الظهيرة، وكذا {وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ}، أي: من بعد وقت صلاة العشاء.
= هذا الحرف لحفص ومصاحفنا على خلافه؟ ! ثم إني قرأت في زاد المسير ٦/ ٥٩ أنها قراءة ابن عامر، وحمزة عن عاصم. . . هكذا. (١) انظر مشكل إعراب القرآن ٢/ ١٢٦.