قوله عز وجل:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ} الرؤية هنا من رؤية القلب.
وقوله:{وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ} عطف على {مَنْ}، وانتصاب {صَافَّاتٍ} على الحال من (الطَّيْرُ)، أي: وتسبح له الطير باسطات أجنحتهن في الهواء. ويجوز في الكلام نصب (الطير) على جعل الواو بمعنى (مع)(١).
وقوله:{كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}(كل) رفع بالابتداء، وما بعده خبره، والمنوي في {عَلِمَ} لـ {كُلٌّ} أو لله جل ذكره. وكذلك الضمير المجرور في قوله:{صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ}، يجوز أن يكون لـ {كُلٌّ}، وأن يكون لله تعالى، أي: علم كل هذه الأشياء المذكورة صلاة نفسه وتسبيحه، أو كلٌّ قد علم الله صلاته، أي: صلاة كُلٍّ وتسبيحه، أو قد علم كُلٌّ صلاة الله وتسبيحه، أي الصلاة التي لله، والتسبيح الذي له.
ويجوز في الكلام نصب (كل) بإضمار فعل يفسره ما بعده، ويكون المنوي في {عَلِمَ} لله جل ذكره، أي: علم الله كلًّا علم صلاته وتسبيحه، فإن جعلت المستكن في {عَلِمَ} لـ {كُلٌّ} ضعف نصب (كل) عند صاحب الكتاب رحمه الله، لأنك إذا نصبته بإضمار فعل عديت فعله إلى نفسه، وذلك شيء يختص به أفعال القلوب، فاعرفه فإنَّ فيه أدنى غموض (٢).