لكونها تحول بين القلب وبين ما ينتفع به صاحبه، وأجابوا عن الضمير المذكور بأنه يعود إلى مضمر، أُضمر لدلالة المعنى عليه، والتقدير: إذا أخرج مَن فيها يده (١).
قوله عز وجل:{فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ} صفة للمضاف المحذوف على الوجه الأول، وللظلمات في الثاني. و {لُجِّيٍّ} صفة لـ {بَحْرٍ}. واللجي: العميق الكثير الماء، منسوب إلى اللج، وهو معظم ماء البحر، يقال لُجُّ الماء ولُجَّتُهُ، أي: معظمه. {يَغْشَاهُ مَوْجٌ} صفة أخرى لبحر، والضمير لصاحب الظلمات أو للبحر، أي: يغطيه.
وقوله:{مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ} صفة لموج، وارتفاع قوله:{مَوْجٌ} بالظرف على المذهبين؛ لكونه جرى وصفًا على الموصوف وهو موج الأول، يعني: فوق ذلك الموج موج آخر، وقيل: الموج الثاني: الريح.
وقوله:{مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} صفة لموج الثاني، و {سَحَابٌ} مرتفع بالظرف أيضًا على المذهبين لما ذكر آنفًا، أي: من فوق الموج الثاني سحاب قد غطى النجوم التي يُهتدى بها.
وقوله:{ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ} خبر مبتدأ محذوف، أي: هذه أو هي ظلمات. وقرئ:(سحابُ ظلماتٍ) بالإضافة والجر (٢)، على وجه الكشف والبيان، كما تقول: سحاب رحمةٍ وسحاب مطرٍ، إذا ارتفع في وقت الرحمة والمطر.
(١) انظر القولين في التبيان ٢/ ٩٧٢. (٢) قراءة صحيحة لابن كثير في رواية البزي، انظر السبعة / ٤٥٧/. والحجة ٥/ ٣٢٩. والمبسوط / ٣١٩/. والتذكرة ٢/ ٤٦١.