وقوله:{وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا} عطف على {وَأَنْزَلْنَا}، وحكمهما في المحل وعدمه حكمها. وقوله:{وَفَرَضْنَاهَا} قرئ: بالتشديد (١) على إبانة الكثير، لكثرة ما فيها من الفرائض والأحكام، أو للمبالغة في إيجاب ذلك وتوكيده.
وبالتخفيف (٢)، وهو أصل الفعل يصلح للقليل والكثير، وفي الكلام حذف مضاف تقديره: وفرضنا فرائضها وأحكامها التي فيها، لا بد لك من هذا التقدير، لأن السورة عينها لم تفرض، إنما فرض ما فيها من الشرائع والأحكام، وأصل الفرض: الحزّ والقطع، أي: جعلناها واجبة مقطوعًا بها.
قوله عز وجل:{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي} الجمهور على رفعهما، ورفعهما بالابتداء، وفي الخبر وجهان:
أحدهما: - وهو قول صاحب الكتاب وشيخه الخليل رحمهما الله -: محذوف تقديره: فيما فرض عليكم في هذه السورة، أو بما بين حكمه فيها الزانية والزاني، وقوله:{فَاجْلِدُوا} على هذا مستأنف (٣).
والثاني:{فَاجْلِدُوا}، وفي الفاء وجهان، أحدهما: صلة، كقولك:
(١) أي: (وفرّضناها)، وهي قراءة ابن كثير، وأبي عمرو كما سوف أخرج. (٢) قرأها باقي العشرة، وانظر القراءتين في السبعة / ٤٢٥/. والحجة ٥/ ٣٠٩. والمبسوط / ٣١٧/. (٣) انظر قول سيبويه وشيخه في الكتاب ١/ ١٤٢ - ١٤٣. والكشاف ٣/ ٥٩.