على الخلاف المشهور المذكور في غير موضع، أي: يجادل ثانيًا عِطفه، أي: معرضًا، أي: متكبرًا، والعِطفُ: الجانب، والإِضافة في تقدير الانفصال، كقوله:{بَالِغَ الْكَعْبَةِ}(١).
وقوله:{لِيُضِلَّ} من صلة {يُجَادِلُ} أو {ثَانِيَ}.
وقوله:{لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ} الجملة مستأنفة، وقد جوز أن تكون في موضع الحال، أي: مستحقًا ذلك (٢).
وقوله:{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} ابتداء وخبر، والإِشارة إلى ما ذكر من العقوبة في الدنيا والآخرة، أي: ذلك التعذيب بسبب ما قدمت يداك من الكفر والتكذيب والمجادلة والضلال أو الإِضلال على قدر القراءتين (٣).
{وَأَنَّ اللَّهَ} في موضع جر عطفًا على (ما)، أي: وبأن الله، أو رفع على تقدير: والأمر أن الله.
قوله عز وجل:{عَلَى حَرْفٍ} في موضع نصب على الحال من المنوي في {يَعْبُدُ} أي: شاكًا، أو مضطربًا، أو متزلزلًا على ما فسر (٤). وكذا
(١) سورة المائدة، الآية: ٩٥. (٢) جوزه العكبري ٢/ ٩٣٤. (٣) كلاهما من المتواتر، فقد قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب: (لِيَضِلَّ) بفتح الياء. وقرأ الباقون: (ليُضِلّ) بضمها. وهذا الحرف ذكَرَتْه كتب القراءات عند إعراب الآية (١١٩) من "الأنعام"، انظر السبعة / ٢٦٧/. والمبسوط / ٢٠١/ أو عند إعراب الآية (٣٠) من "إبراهيم"، انظر التذكرة ٢/ ٣٩٣. والنشر ٢/ ٢٩٩. (٤) انظر جامع البيان ١٧/ ١٢٢ - ١٢٣.