أي: لَسُبَّ السَّبُّ، وهذا فيه ما فيه، لأن المصدر إنما يقام مقام الفاعل عند عدم المفعول به، أو اشتغاله بحرف الجر مع ما في إسكان الياء أيضًا من البعد.
والثاني: أنه فعل مستقبل، إلا أن النون الثانية أدغمت في الجيم بعد قلبها جيمًا، وهذا ضعيف، لأن النون تُخفَى عند الجيم، ولا تدغم فيها.
والثالث: أن أصله: نُنَجي بنونين، الأولى مضمومة، والثانية مفتوحة، فحذفت الثانية كراهة اجتماع المثلين، كما حذفت إحدى التاءين من {وَلَا تَفَرَّقُوا}(٤) و {تَسَاءَلُونَ}(٥) وشبههما، فبقي (نجي) كما ترى، وهذا أقرب الأوجه.
(١) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج. (٢) قراءة صحيحة، قرأها ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم. وانظر القراءتين في السبعة / ٤٣٠/. والحجة ٥/ ٢٥٩. وسقط فيهما اسم ابن عامر. والمبسوط ٣٠٢ - ٣٠٣. والتذكرة ٢/ ٤٤١. والتبصرة / ٥٩٨/. والكشف ٢/ ١١٣. (٣) لجرير يهجو الفرزدق. وقفيرة: اسم أم الفرزدق. وانظر البيت في حجة ابن خالويه / ٢٥٠/. وحجة الفارسي ٥/ ٢٦٠. والخصائص ١/ ٣٩٧. والإفصاح / ٩٣/. والمحرر الوجيز ١١/ ١٦١. وشرح ابن يعيش ٧/ ٧٥. وأمالي ابن الحاجب ٢/ ٦٧٨. (٤) من قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]. (٥) من قوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ} [النساء: ١].