مفعولًا به للخاشي، على معنى: أنزلناه تذكرة لمن يخشى تنزيلًا. وأن يكون في موضع الحال من {الْقُرْآنَ}، أي: منزلًا (١). وحُكِي فيه الرفع (٢) على إضمار هو.
وقوله:{مِمَّنْ خَلَقَ} يجوز أن يكون من صلته، وأن يكون من صفته فيتعلق بمحذوف.
و{الْعُلَى}: جمع العليا، كالصُّغر في جمع الصُّغْرَى، تأنيث الأعلى والأصغر.
قوله عز وجل:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} الجمهور على رفع {الرَّحْمَنُ} وفيه أوجه - أن يكون مبتدأ وما بعده خبره. وأن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الرحمن. وأن يكون بدلًا من المنوى في {خَلَقَ}.
وقرئ:(الرحمنِ) مجرورًا (٣) على البدل مِن (مَن)(٤). وقوله:{عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} على هذه القراءة خبر مبتدأ محذوف، أي: هو على العرش استوى، وإن رفعت على إضمار مبتدإٍ، أو على البدل جاز أن يكون كذلك، وأن يكون خبرًا بعد خبر. و {عَلَى الْعَرْشِ}: من صلة {اسْتَوَى}.
وقوله:{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}{مَا} رفع بالابتداء، و {لَهُ} خبره، أو بـ {لَهُ} على رأي أبي الحسن.
(١) انظر هذه الأوجه في الكشاف ٢/ ٤٢٧ أيضًا. (٢) جعلها الزمخشري كما في الموضع السابق قراءة دون أن ينسبها. ونسبها أبو حيان ٦/ ٢٢٥ إلى ابن أبي عبلة. وذكر الفراء ٢/ ١٧٤ أنه وجه جائز. (٣) نسبها ابن خالويه / ٨٧/ إلى جناح بن حبيش عن بعضهم، وهي كذلك في البحر المحيط ٦/ ٢٢٦. والدر المصون ٨/ ١٢. وأجازه الزجاج ٣/ ٣٥٠ كوجه في العربية. (٤) أي من الموصول المجرور بمن في قوله: {مِمَّنْ خَلَقَ}.