وقوله:{كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} أي: كان ورودكم النار جزمًا وقطعًا، أي: كان ذلك واجبًا على الله، أوجبه على نفسه، وقضى به، وعزم على ألا يكون غيره، يقال: حتم الأمر، إذا أوجبه.
قوله عز وجل:{وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} جمع جاث، وانتصابه على الحال من {الظَّالِمِينَ}، أي: ساقطين على ركبهم.
و{بَيِّنَاتٍ}: حال من الآيات.
وقوله:{أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا}(مقامًا) و (نديًا) كلاهما منصوب على التمييز.
وقرئ:(مَقَامًا) بفتح الميم (١)، وفيه وجهان، أحدهما: هو موضع الإقامة. والثاني: هو مصدر كالإقامة, لأن المصدر واسم الموضع من فَعَلَ يَفْعُلُ على مَفْعَلِ نحو: قتل يقتل مقتلًا، وهذا مَقْتَلُهُ، وكذلك المقام.
وبالضم (٢)، وفيه الوجهان.
والندي - على فعيل - مجلس القوم الذي يجتمعون فيه لحادثة أو مشاورة، وكذلك النَّدْوَةُ والنادِي، وإنما سمي الندي, لأن الناس يندون فيه، أي يجتمعون للمشاورة، يقال: نَدَوْتُ، أي: حضرت النَّدِيَّ، وندوتُ القوم: جمعتهم في النَّدِيِّ، ومصدره: النَّدْوُ (٣).
(١) هذه قراءة الجمهور غير ابن كثير كما سيأتي. (٢) قرأها ابن كثير وحده. وانظرها مع قراءة الآخرين في السبعة / ٤١١/. والحجة ٥/ ٢٠٥. والمبسوط / ٢٩٠/. (٣) انظر الصحاح (ندا) وليس فيه ذكر للمصدر. وانظره في القاموس.