الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد

إعراب سورة مريم - عليها السلام - ج: 4 - ص: 352

كخرقة الطامث ونحوها مما إذا ذكر لم يطلب (١).

وقرئ: بفتح النون (٢)، وهما لغتان بمعنىً، كالحَجْرِ والحِجْرِ، والوَتْرِ والوِتْرِ عن الفراء (٣).

وقرئ أيضًا: (نَسْئًا) بفتح النون وهمزة بعد السين (٤)، وهو الحليب المخلوط بالماء ينساه أهله لقلته وصغارة حاله، عن أبي زيد وغيره (٥). يقال: نَسَأتُ اللَّبَنَ أَنْسَؤُهُ نَسْئًا، إذ خلطته بالماء، واسمه النَّسْءُ والنَّسِيءُ أيضًا، قال:

٤١٤ - سَقَوني النَّسْءَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي ... . . . . . . . . . . . (٦)

وقال:

٤١٥ - سَقَونِي نَسِيئًا قَطَّعَ المَاءُ مَتْنَهُ ... . . . . . . . . . (٧)

---

(١) انظر هذا التفسير في معاني الفراء ٢/ ١٦٤ - ١٦٥. وجامع البيان ١٦/ ٦٦. وهو قول عكرمة كما في معاني النحاس ٤/ ٣٢٣.
(٢) أي (نَسْيًا) وهذه قراءة حمزة، وحفص عن عاصم. وقرأ الباقون من العشرة بكسر النون. انظر السبعة / ٤٠٨/. والحجة ٥/ ١٩٦. والمبسوط / ٢٨٨/.
(٣) معانيه ٢/ ١٦٤.
(٤) بهذا الضبط ذكرها أبو الفتح ٢/ ٤٠ ونسبها إلى محمد بن كعب القرظي، وبكر بن حبيب السهمي. ووافقه الداني في نسبتها إلى محمد بن كعب بهذا الضبط. وذكرها ابن خالويه / ٨٤/. وتبعه الزمخشري ٢/ ٤٠٩ عن محمد بن كعب دون ضبط للنون. ويظهر أن فيها قراءتين إحداهما بكسر النون مع الهمز، والثانية بفتح النون مع الهمز. وانظر معاني النحاس ٤/ ٣٢٤. والمحرر الوجيز ١١/ ٢١. والقرطبي ١١/ ٩٣.
(٥) حكاه عن أبي زيد أبو الفتح في المحتسب الموضع السابق، وهو قول ابن دريد في الجمهرة ٢/ ١٠٧٤.
(٦) لعروة بن الورد العبسي، وعجزه:
. . . . . . . . . . . ... عُداةَ الله من كَذب وزُورِ
وهو بهذه الرواية من شواهد كتب اللغة، انظر الجمهرة ٢/ ١٠٧٤. والمقاييس ٥/ ٤٢٣. والصحاح (نسأ). والمخصص ٥/ ٤٦. ويروى: (سقوني الخمر) وهو هكذا في كتاب سيبويه ٢/ ٧٠ والكامل ٢/ ٩٣٢. والأغاني ٣/ ٧٥. وبه فسر ابن الأعرابي النسء هنا فقال: إنما سقوه الخمر. انظر اللسان (نسأ).
(٧) وعجزه: