قوله عز وجل:{يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} قرئ بالجزم فيهما (١) على جواب شرط محذوف، أي: إنْ تهب يرث، وبالرفع فيهما (٢) على الصفة لولي، يقال: ورثت زيدًا وورثت من زيد، لغتان بمعنىً.
{وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا}: (رضيًا) فعيل بمعنى مفعول، أي: واجعله يا رب مرضيًا عندك، بأن تجعله صالحًا تقيًا. وقيل: هو بمعنى فاعل، أي: راضيًا (٣). ولام الكلمة على الوجهين واو.
وقوله:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}(٤) أي: نظيرًا ومِثْلًا يستحق مِثْل اسمه، وقيل: مساميًا يساميه (٥)، ولام الكلمة واو من سما يسمو.
قوله عز وجل:{وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا}(مِنْ) يحتمل أن يكون من صلة {بَلَغْتُ}، و {عِتِيًّا} مفعول {بَلَغْتُ}، كما تقول: بلغت البلد، و {بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}(٦)، أي: بلغتُ يُبْسًا من أجل الكبر، يقال: عَتَا
(١) قرأها النحويان أبو عمرو والكسائي. وقرأ الباقون بالرفع فيهما كما سيأتي. (٢) هذه قراءة الباقين انظر القراءتين في السبعة / ٤٠٧/. والحجة ٥/ ١٩١. والمبسوط / ٢٨٧/. (٣) المعنيان قالهما الماوردي ٣/ ٣٥٦. واقتصر الطبري ١٦/ ٤٩ على كونه بمعنى مفعول. (٤) هكذا في الأصلين، وهي الآية (٦٥) من هذه السورة، وكأن المؤلف - رحمه الله - قصد ذلك ليكون الإعراب هنا وهناك واحدًا، لأنه لم يعربها في موضعها، والله أعلم. (٥) وعبر المفسرون عن ذلك بعبارات أخرى فقالوا: لم يُسمَّ قبله باسمه أحد، عن قتادة. وقالوا: لم تلد مثله العواقر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. وعن مجاهد: لم يكن له شبيه. وانظر الطبري ١٦/ ٤٩ - ٥٠. (٦) سورة الطلاق، الآية: ٢.