قوله عز وجل:{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} النحل: زنابير العسل، والإيحاء إليها: إلهامها والقذف في قلوبها.
وقوله:{أَنِ اتَّخِذِي}(أنْ) هنا تحتمل أن تكون المفسرة التي بمعنى (أي)، لأن الإيحاء فيه معنى القول، فلا محل لها على هذا. وأن تكون مصدرية، أي: بأن اتخذي، فتكون في موضع نصب لعدم الجار، أو جر على إرادته، وقد ذكر نظيره في غير موضع (١).
وقوله:{مِنَ الْجِبَالِ}(مِنْ) على بابها وهي للتبعيض، لأن البيوت تكون في بعض الجبال. وقيل:{مِنَ} بمعنى (في) والأول هو الوجه.
قوله عز وجل:{فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا} انتصاب قوله: {ذُلُلًا} على الحال، إما من السبل، لأن الله جل ذكره ذلَّلَهَا [لها] وسهلها، أو من المنوي في {فَاسْلُكِي}، ووُصفت بذلك لأنها منقادة لأمر الله مطيعة له، فهي ذُلُلٌ، والذُّلُلُ: جمع ذَلُولٍ، والذَّلُولُ: السهل اللين.
ثم رجع من الخطاب إلى الغيبة فقال:{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ} المراد بالشراب: العسل، لأنه مما يُشْرَبُ. و {مُخْتَلِفٌ}: نعت للشراب.
وقوله:{فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} اختلف في الضمير في {فِيهِ} فقيل: