أَمْرٌ فَرْطٌ، أي: متروك. والمكسور: على البناء للفاعل، وإسناد الفعل إليهم بمعنى: مبالغون في الإساءة متجاوزون في المعاصي، من أَفْرَطَ فلانٌ في كذا، إذا جاوز فيه الحد (١).
وقرئ: بهما مشددًا (٢)، فالمفتوح بمعنى: متروكون، من فَرَّطه، إذا تركه، والمكسور بمعنى: مقصرون، من فَرَّطَ في كذا، إذا قصّر فيه، وهو: تفريطهم فيما يلزمهم من أوامر الله عز وجل، [ومنه]: {فَرَّطْتُمْ}(٣) أي: قصرتم في أمره.
قوله عز وجل:{وَهُدًى وَرَحْمَةً} معطوفان على موضع {لِتُبَيِّنَ}، كأنه قيل: وما أنزلنا عليك الكتاب إلا بيانًا وهدى ورحمة، أي: للبيان والهدى والرحمة، لأن من شرط المفعول له أن يكون فعلًا لفاعل الفعل المعلل، وإنما دخل اللام في قوله:{لِتُبَيِّنَ} لأنه فعل المخاطب، لا فعل المُنَزِّل، وعطف عليه ما هو فعل المنزل على تقدير ما ذكر آنفًا، فاعرفه (٤).
(١) الصحاح (فرط). (٢) قرأ أبو جعفر بن القعقاع: (مفَرِّطون) بكسر الراء مشددًا. انظر إعراب النحاس ٢/ ٢١٤ - ٢١٥. والمبسوط / ٢٦٤/. وهي قراءة ابن أبي عبلة أيضًا كما في زاد المسير ٤/ ٤٦١. وقرأ الأعرج، ورواها الوليد بن مسلم عن ابن عامر: (مفَرَّطون) بفتح الراء مشددًا. انظر المصدرين الأخيرين السابقين. كما نسبت هذه القراءة إلى أبي جعفر، انظر إعراب النحاس الموضع السابق. والمحرر الوجيز ١٠/ ٢٠٣. (٣) كذا في (أ) و (ب) وفي (ط): ومنه (فرطتم) فكأنه إشارة إلى الآية الكريمة {وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ} [يوسف: ٨٠]. (٤) انظر هذا الوجه في الكشاف ٢/ ٣٣٤. والمحرر الوجيز ١٠/ ٢٠٣. والتبيان ٢/ ٨٠٠ وصرح النحاس ٢/ ٢١٥. وتبعه مكي ٢/ ١٧. وابن الأنباري ٢/ ٧٩: بأنهما مفعولان لأجلهما.