قوله عز وجل:{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}(ظل) جواب (إذا) وهو العامل فيها، و {وَجْهُهُ} اسم {ظَلَّ}، و {مُسْوَدًّا} خبره، ويجوز في الكلام رفعه (١) على أن تضمر في {ظَلَّ} اسمه وتجعل الجملة خبره.
قيل: و {ظَلَّ} هنا بمعنى صار، كما تستعمل باتَ وأصبح وأمسى بمعنى الصيرورة. فإن قلت: فَلِمَ عدل عن لفظ صار إلى لفظ ظل؟ قلت: قيل: لأن أكثر الوضع يتفق بالليل، فيظل نهاره مغتمًا لأجل ما بشر به، والعرب تقول: ظل يفعل كذا، إذا فعله نهارًا، هذا أصله، (وصار) لا يختص بوقت دون وقت.
وقوله:{وَهُوَ كَظِيمٌ} الواو للحال، وكظيم فعيل بمعنى مفعول، أي: مملوءٌ حَنَقًا على حليلته. وقيل بمعنى فاعل، أي: كاظمٌ غيظه (٢).
(١) أي رفع (مسودًا). وهو وجه جوزه الفراء ٢/ ١٠٦ والنحاس ٢/ ٢١٣ ونسبه إلى سيبويه. (٢) هذا قول أبي عبيدة ١/ ٣٦١. واقتصر عليه ابن عطية ١٠/ ١٩٩. والأول للزمخشري ٢/ ٣٣٢ - ٣٣٣ لم يذكر غيره.