قوله عز وجل:{مَاذَا} منصوب بـ {أَنْزَلَ} بمعنى: أي شيء أنزل؟ بشهادة نصب الجواب وهو قوله:{خَيْرًا}. قيل: وإنما نصب هذا ورفع الأول، فرقًا (٢) بين جواب المقر وجواب الجاحِد، وذلك أن المشركين لم يكونوا مقرين بالإنزال بخلاف المؤمنين، لأنهم كانوا مقرين به، فلذلك قالوا:{خَيْرًا} بالنصب على تقدير: أنزل خيرًا. والمراد بالخير: القرآنُ، وسمي خيرًا لكونه جامعًا لجميع الخيرات.
أحدهما: ولنعم دار المتقين دار الآخرة، و {جَنَّاتُ عَدْنٍ} على هذا إما خبر مبتدأ محذوف، كأنه قيل: أي دار هي هذه الممدوحة؟ فقيل: جنات عدن، أي: هي جنات عدن؛ أو مبتدأ والخبر {يَدْخُلُونَهَا}.
والثاني: ولَنِعْمَ دار المتقين الدنيا يتزودون منها لِلْآخِرَةِ، وهذا عن الحسن رحمه الله تعالى (٣).
(١) انظر جامع البيان الموضع السابق. وزاد المسير ٤/ ٤٠٢. (٢) كذا (فرقًا) في المخطوط والمطبوع. والقول هنا للزمخشري ٢/ ٣٢٧ والكلمة فيه (فصلًا). وكذا حكاها عنه أبو حيان ٥/ ٤٨٧. والسمين الحلبي ٧/ ٢١٤. والله أعلم. (٣) انظر قول الحسن في النكت والعيون ٣/ ١٨٧. وزاد المسير ٤/ ٤٤٣. والأول للزجاج ٣/ ١٩٦. وذكره الماوردي دون نسبة.