قوله عز وجل:{فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} أي: أتَى أمره من جهة القواعد، وهي الأساس (١).
وقوله:{مِنْ فَوْقِهِمْ} يحتمل أن يكون من صلة (خَرَّ) وأن يكون حالًا، أي: كائنًا من فوقهم.
وقوله:{تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} قرئ: بفتح النون، والمفعول محذوف، أي: تشاقونَ النبيَّ والمؤمنين، أي: تعادونهم وتخالفونهم في عبادتهم، أو تشاقونني، بشهادة قراءة مَنْ كَسَرَ النون وهو نافع المدني (٢)، بمعنى: تشاقونني، فحذف إحدى النونين وهي الثانية، وقد فسرتُ مثل هذا فيما سلف من الكتاب بأشبع من هذا (٣).
وقوله:{إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ}(اليوم) ظرف للخزي، ومعمول له، وهو مصدر قولك: خَزِيَ بالكسر يخزَى خِزْيًا، إذا ذل وهان. وقال ابن
(١) كذا (الأساس) من (أ) و (ط) وهذا ما عليه أكثر العلماء كأبي عبيدة، والطبري، والماوردي، والراغب. . . وفي (ب): (الأساطين) وهذه موافقة لما عند الزجاج ٣/ ١٩٥ حيث بينها بقوله: أساطين البناء التي تعمده. وانظر مفاتيح الغيب ٢٠/ ١٧. وروح المعاني ١٤/ ١٢٥ فقد شرحاها على ما يؤيد النسخة (ب) والله أعلم. (٢) انظر قراءة الإمام نافع وحده مع قراءة الباقين في السبعة ٣٧١ - ٣٧٢. والحجة ٥/ ٥٩. والمبسوط / ٢٦٣/. (٣) انظر إعرابه للآية (٥٤) من "الحجر".