قوله عز وجل:{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ} الكلام في إعرابها كالكلام في إعراب قوله: {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ}.
وقوله:{حِينَ تُرِيحُونَ}(حين) يحتمل أن يكون متعلقًا بالخبر نفسه وهو {لَكُمْ}، أو {فِيهَا} أو بالمقدر فيه من معنى الاستقرار، أو بـ {جَمَالٌ}. وأن يكون متعلقًا بمحذوف على أن يكون نعتًا لـ {جَمَالٌ}. ومعنى قوله:{جَمَالٌ} أي: زينة.
وقرئ:(حينًا تريحون وحينًا تسرحون) بالتنوين فيهما (١)، على أن {تُرِيحُونَ} و {تَسْرَحُونَ} وصف للحين، والعائد محذوف، التقدير: تريحون فيه [وتسرحون فيه](٢)، ثم حذف الجار والمجرور لأن الظرف يُتَّسع فيها، ويجوز فيها ما لا يجوز في غيرها، وقد ذكر في "البقرة" عند قوله: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي} بأشبع من هذا (٣).
والإراحة: رَدُّ الإبل من مراعيها إلى مراحها، يقال: أراح فلان إبله يريحها إراحة، إذا ردها من المرعى إلى المبيت، وكذلك الترويح.
والسَّرْحُ: إخراجها بالغداة من مراحها إلى مسرحها، والمسرح: الموضع الذي ترعى فيه، يقال: سَرَحْتُ الإبلَ أسرحها سَرْحًا، إذا أرسلتها
(١) قرأها عكرمة، والضحاك. انظر مختصر الشواذ / ٧٢/. والكشاف ٢/ ٣٢٢. والمحرر الوجيز ١٠/ ١٦١ وفيه تصحيف. (٢) سقط من (أ) و (ب). (٣) انظر إعرابه للآية (٤٨) منها.